“فكر داخل الصندوق”
” عندما راجعت الكتاب لم أجد فيه ما يستدعي التغيير، يبدو أن في الإدارة ثوابت لا تتغير “
هربرت سيمون
مؤلف كتاب “السلوك الإداري“ قال هذه الجملة بعد أن راجع كتابه الذي ألفه سنة ١٩٤٧ لإصدار النسخة الرابعة عام ١٩٩٧ أي بعد خمسين عاما
قرأت يوما: لا تفكر خارج الصندوق قبل ان تعرف حدود الصندوق واساسياته أولا، كما ان بعض قواعد الإدارة لا تتغير
القاعدة الأولى : ميز بين ما يتغير وما لا يتغير
” سيطر على الأول واستسلم للأخير “
لا يوجد اقتصاد قديم او اقتصاد جديد، قد تتغير التكنولوجيا ولكنها لا تغير جوهر المعاملات الاقتصادية إلا انها قد تغير أسماء الأطراف وسرعة التعامل
والسبب في ذلك أن البشر استثمروا الزمن الماضي كله في تطوير وترسيخ المفاهيم والممارسات الاقتصادية والإدارية التي نحيا عليها اليوم.
القاعدة الثانية : الربحية
” هدف أي مشروع هو الربح “
في عام ١٩٩٦ صرح – جاسون أوليم – رئيس شركة سي دي ناو بأن انشغال المدير بتحقيق الربحية دليل على ضعف الروح الابتكارية
وكانت المحصلة النهائية عبر ستة سنوات خسارة – أوليم – لنحو ٢١٢ مليون واغلاق الشركة
الربح هو الأساس، تليه العلامة التجارية والنصيب في السوق والجودة العالمية
كل هذه المفاهيم لا تشير لأكثر من احتمال تحقيق الأرباح، لكنها لا تضمنها فلماذا نعتمد على الاشباه والظواهر ونترك المقياس الفعلي الأرباح
القاعدة الثالثة : السيولة
” إذا لم تدر السيولة، ستسيل منك الإدارة “
عندما تتكلم السيولة تسكت الأرباح، فالوظيفة الأساسية للأرباح هي توفير السيولة
Cash Crunch إدارة السيولة ليست بالسهلة او البديهية بل تتطلب الكثير من المتابعة والتوقع والتخطيط، كما ان الحالة الوحيدة التي تضطر فيها لبيع مؤسستك هي أزمة السيولة
فاذا نفذت السيولة فسوف يشتريك المنافسون و يطردوك من الإدارة، فتبيع هويتك وشخصيتك رغما عنك
كيف أحكم صندوق السيولة ؟
الشفافية في الأرقام و النتائج الحقيقية | الاقتراض | الإسراع بتحصيل المستحقات | تأخير دفع الالتزامات المالية
تخفيض النفقات | تقليص المصروفات الجارية | بيع الأصول
القاعدة الرابعة : النفقات
” أدر ما تحت سيطرتك، فتقليص النفقات أسهل من زيادة الإيرادات “
تعكس مهارة المدير في إدارة النفقات تمتعه بمهارة موازية في إدارة الإيرادات
تتأثر الأرباح بأحوال الأسواق وأذواق المستهلكين وضربات المنافسين، بينما تتأثر النفقات بقدرة المدير على اختيار الموردين وتعيين الموظفين وإدارة العمليات والجودة
كما ان إدارة الإيرادات تتعامل مع التخمينات والتطمينات بينما تتعامل إدارة النفقات مع الحقائق و المجريات
” من الأفضل أن تركز على إدارة نفقاتك على منتجاتك، بدلا من محاولة إدارة نفقات عملاءك على منتجاتك “
العلاقة العكسية بين إدارة النفقات والإيرادات
تتضخم النفقات وتلتهم الإيرادات فتختفي الأرباح والسيولة وعندما يرفض المدير هذا الواقع يحاول تبريره فيسميه عملية تمويل النمو
ينخفض معدل الإيرادات ويستمر معدل النفقات بالارتفاع فيبرر المدير بتسميته الاستثمار في المستقبل
تبقى النفقات كما هي بينما تتراجع الإيرادات وتتحقق الخسائر فيبر المدير بتسميته عملية الحفاظ على المؤسسة
القاعدة الخامسة : العملاء
” امنح العملاء ما يريدون وليس ما تريده أنت “
إدارة علاقات العملاء لا تتمثل في توزيع الابتسامات عليهم من قبل موظفين خدمة العملاء، ولا في إنفاق الملايين على البرمجيات وحدها، بل في العودة الى البساطة في التعامل
أول من قال عبارة ” العميل دائما على حق “ كان ” جون واناميكر ” وهو بائع ملابس شهير في مدينة فيلادلفيا
واليوم يمتلئ العالم بكثير من الشركات التي تستخدم هذه المقولة ولكنها لا تعنيها
في إدارة علاقات العملاء تكون التكنولوجيا معاونا للعامل البشري، لا بديلا عنه
المؤسسة الناجحة هي التي تجعل العميل دائما على حق فتنصت لما يريده وتعطيه ما يريد
القاعدة السادسة : إدارة التسويق
” اجعل التسويق القاسم المشترك الأعلى بين كل أنشطة المؤسسة “
يحتاج التسويق الى دراسة معمقة لشكل العمل وطبيعة المنتجات والأسواق والمستهلكين كما أن له عملياته الخاصة
يرتبط التسويق بالابتكار أكثر من أي نشاط مؤسسي أخر
” هدف أي مشروع هو إيجاد عملاء، والنشاطان الأساسيان لأي مشروع هما الابتكار والتسويق، فاذا كنت تخطط لتعيين موظفين ضع اكثرهم ابتكارا وخروجا عن المألوف في قسم التسويق وأكثرهم التزاما واستقامة في الحسابات وأكثرهم جهدا في الإنتاج “
بيتر داركر